في أي عام طبع أول دولار أمريكي

في أي عام طبع أول دولار أمريكي

عام 1914 .

طبع أول دولار أمريكي بالشكل الذي نعرفه حاليًا في عام 1914 بعد تأسيس البنك الاحتياطي الفيدرالي. أما بداية طباعة العملات الورقية في الولايات المتحدة فكان الهدف منه هو تمويل العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية.

يعتبر الدولار الأمريكي العملة العالمية التي يمكن استعمالها أو تبادلها مع أي عملة داخل أو خارج حدود البلاد. كما يعتبر الدولار الأمريكي العملة المسيطرة على العالم.

سيطرة الدولار الأمريكي على العالم لم يأتي بين يوم وليلة، بل كان نتيجة لتاريخ طويل سنراه لاحقًا قبل طبع الدولار الذي نراه بشكله حاليًا في القرن السابع عشر، وصولًا إلى عام طبع أول دولار أمريكي في القرن العشرين، وانتهاءً بالقرن الواحد والعشرين، وأحداث هذا القرن نشهد عليها جميعنا.

بداية سيطرة الدولار الأمريكي على العالم كانت في نهاية الحرب العالمية الثانية في اتفاقية بريتون وودز. وقد حضر هذا المؤتمر عام 1944 ممثل أربع وأربعين دولة، والهدف من هذا المؤتمر كان استقرار النظام العالمي المالي. وفي هذا النظام قرر الوفد ألا تكون العملات مرتبطة بالذهب، بل تكون مرتبطة بالولايات المتحدة، لأن الدولار مرتبط بالذهب.

أصبح الدولار الأمريكي بعد ذلك العملة الاحتياطية العالمية الأساسية وذلك من خلال اتفاقية بريتون وودز بدلًا من عيار الذهب. وبالرغم من الكثير من العقبات التي واجهت الدولار الأمريكي مثل التضخم الكبير والبطالة المرتفعة. إلا أن الدولار الأمريكي بقي العملة الاحتياطية العالمية.

في وقتنا الحالي، يعتبر الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية العالمية. والبنوك المركزية تملك أكثر من 59% من الاحتياطي لديها بالدولار الأمريكي. هذه المعلومات قد تدفع الشخص للتفكير أو تجعله يظن أن الدولار الأمريكي هو أقوى عملة في العالم. لكن بالرغم من قيمة ومركز الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية واعتماد المعاملات الدولية عليه بشكل كبير، إلا أنه يعتبر العملة العاشرة من حيث القوة في العالم. وأقوى عملة في العالم ليست الدولار الأمريكي بل هي الدينار الكويتي، أما اليورو فيشغل المرتبة الخامسة من حيث أقوى العملات في العالم.

كيف بدأ الدولار الأمريكي

أول عملة ورقية في الولايات المتحدة الأمريكية تعود لعام 1690 عندما أصدرت مستعمرة خليج ماساتشوستس الأوراق النقدية الاستعمارية. تم إصدار هذه العملات الورقية من أجل تمويل العمليات العسكرية التي كانت تقوم بها جماعة البيورتانيون في المستعمرة الإنجليزية على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية. ولم يتم حتى عام 1776 تطوير هذه العملة النقدية، حتى تم إطلاق ما قيمته 2$.

في عام 1785، تم تبني بشكل رسمي علامة الدولار، وتم استعمال البيزو الاسبانية الأمريكية كعلامة.

عام 1863، قامت الحكومة بإنشاء مكتب المراقبة المالي للعملة (OCC) والمكتب الوطني للعملات. كانت مهمة هذه المكاتب هي التعامل مع الأوراق النقدية الجديدة. وبدأت طباعة النقود في مكتب الطباعة عام 1869. وقبل ذلك كانت النقود تطبع من قبل الشركات الخاصة.

تولت وزارة الخزنة الأمريكية التي تم إنشائها بقرار من الكونغرس 1789 لإدارة إيرادات الحكومة إصدار العملة القانونية للدولة عام 1890، وذلك قبل أكثر من عقد من إنشاء البنك الاحتياطي الفيدرالي والدولار الذي نعرفه اليوم.

عام 1913، تم تأسيس البنك الاحتياطي الفيدرالي من أجل التخلص من عدم موثوقية العمل وعدم الاستقرار الذي كان موجود مسبقًا في البنوك الفردية. وفي هذه الفترة أصبج الاقتصاد الأمريكي الاقتصاد الأقوى في العالم، متجاوز ومتخطي الاقتصاد في المملكة المتحدة.

في هذه الفترة قامت الدول الكبرى بربط عملاتها بالذهب من أجل الاستقرار في تبادل العملة، لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى، غيّر الكثير من المعايير، وعلّقت الكثير من الدول استعمالها لمعيار الذهب وقامت بدفع المستحقات العسكرية من خلال الأوراق المالية.

قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإقراض الكثير من البلدان في هذه الفترة. وتخلت بريطانيا عن معيار الذهب الذي تمسكت به لفترة طويلة، وبذلك حل الدولار مكان الجنية الاسترليني بعد سيطرة الجنيه لفترة طويلة من الزمن.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية بثقة وقوة أكبر، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، أصبحت الولايات المتحدة المالك الأكبر لذهب العالم. وهذا ما جعل من الصعب أو المستحيل على الدول الأخرى العودة لمعيار الذهب

الدولار الامريكي لماذا يسيطر على العالم

الدولار الأمريكي يعتبر واحد من أقوى العملات في العالم بأكمله. وهو من العملات المقبولة للتجارة العالمية. والدولار الأمريكي مع اليورو والين الياباني من أقوى العملات وأكثر شيوعها في العالم.

ووفقًا للإحصائيات العالمية، يعتبر الدولار الأمريكي العملة الأكثر شيوعًا، ويشكل أكثر من 60% من احتياطات النقد الأجنبي في البنك المركزي، وذلك وفقًا لإحصائيات تعود للعام 2019، وهذا ما يجعل الدولار الأمريكي المسيطر على العالم.

في المركز الثاني، يأتي اليورو، وهو أقرب عملة احتياطية، ويشكل 20% من احتياطات البنك المركزي من العملات الأجنبية المعروفة. وسبب تراجع اليورو هو أزمة اليورو العالمية، والأزمة السياسية التي أثرت بدورها على عملة اليورو.

أسباب سيطرة الدولار الأمريكي على العالم كثيرة ومتعددة، ولا يمكن حصرها. لكن أبرزها ما يلي:

·       القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية تدعم قيمة الدولار، وهذا من الأسباب التي تجعل الدولار من أقوى العملات في العالم.

·       يسيطر الدولار الأمريكية على سوق التعاملات الأجنبية. وبالرغم من وجود أكثر من 185 عملة في العالم، إلا أن الدولار هو العملة التي تستعمل في الصفقات، على عكس العملات الأخرى التي تستعمل فقط بداخل البلاد

·       أكثر من 40% من الديون العالمية هي بالدولار الأمريكي. لذلك تحتاج البنوك الأجنبية كمية كبيرة من الدولارات من أجل إنجاز أعمالها.

·       الأزمة العالمية زادت من سيطرة الدولار الأمريكي على العالم. في عالم 2018، كانت البنوك في ألمانيا، وفرنسا وبريطانيا العظمى عليها مطلوبات كبيرة (وهي عبارة عن التزامات أو تعهدات من هذه الدول يجب عليها تأديتها مقابل الحصول على خدمات معينة) وفي بالدولار الأمريكية أكثر من عملتها حتى.

·       قوة الدولار الأمريكي تدفع الكثير من الحكومات للاحتفاظ بالدولار في مخازنها الاحتياطية. والكثير من الحكومات تطلب النقد من المسافرين وتقوم بتبديل عملات المسافرين الأجنبية مع العملة الوطنية في هذه البلد. كما تحصل على الدولار الأمريكي من خلال المعاملات الدولية المختلفة

·       تستثمر بعض الحكومات الاحتياطي الموجود لديها بالعملات الأجنبية، مثل الصين واليابان التي تحصل على عملات شركائها مثل الولايات المتحدة الأمريكية في عملية التصدير .

  

إرسال تعليق

أحدث أقدم